Friday, April 17, 2009

حـــــزن وأمــــــــل (1)



يابطة

نعم يا ماما

رايحة فين علي الصبح كدة يابنتي

يعني هروح فين ياحسرة الشيراتون ولا الهيلتون رايحة الشغل يا ماما

صوت من بعيد ضعيف وانتي بتشتغلي ايه يابطة؟؟

سفيرة يا نينا انا بشتغل سفيرة سلام بقي


وخرجت بطة من المنزل ووقفت علي ناصية الشارع تنتظر الاتوبيس وكالمعتاد طال الانتظار وبدات ملامح القلق تسيطر علي وجهها وهي تتخيل ملامح الريسة في المستشفي واسطوانة كل صباح ترددت في أذانها وتأنيبها المتكرر لها
واخرتها معاكي ايه ياست بطة كل يوم تاخير كل يوم تاخير هو ده شغل ولا كازنو رايحة جاية براحتك ووو
وهزت بطة راسها بتبعد عنها ملامح تفيدة المفزعة التي لو كان لها سلطان يوما لم تكن لتعينها سوي حارس لمشرحة المستشفي مع دعواتها للميتين بالصبر والسلوان ورحلت بذاكرتها للوراء بعيدا وتبدلت ملامحها من القلق للحزن العميق الذي ظهر واضحا علي وجهها الرقيق عندما تذكرت مرض اختها الوحيدة حنان وتكاليف علاجها التي تسعي بشتي الطرق أن توفرها لها ولم تلبث أن ارتسمت علي وجهها ابتسامة أمل عندما تذكرت وعد دكتور نادر لها رئيس قسم الجراحة بالمستشفي بمساعدتها في اجراء عملية القلب المفتوح لأختها بأقل تكلفة ممكنة

ووصل الاتوبيس و انحشرت بطة في وسط الزحام وأغمضت عينيها الي أن وصلت المستشفي وسدت أذانها عن اسطوانة تفيدة المعتادة ودخلت غرفة الممرضات لترتدي زي التمريض الخاص بها وتعالي نداء زميلتها وفاء عليها


يالا يابطة مريض اوضة 210 ميعاد حقنته

حاضر رايحة اهو بجهز الحقنة وهكون عنده حالا

وبخطوات سريعة توجهت للغرفة المقصودة و بابتسامة بشوشة

صباح الخير ياحاج متولي اخبار صحتك ايه النهاردة

بصوت راضي عن حاله

الحمد لله علي كل حال يابنتي

بطة بمرح وبابتسامة تنم عن عظمة قلبها الحاني

لالالالا ياحاج وشك منور وشكلك كدة هتحرمنا منك قريب وهيتكتبلك علي خروج

بفرح وبرنة أمل
يسمع منك ربنا يابنتي بضحكة صافية...

كدة ياحاج وانا الي بقول الحاج متولي مش هيقدر يسيبنا ولا يبعد عنا بعد النهاردة

بضحكة جميلة

ربنا يكفيكي شر المرض يابطة

طب هات دراعك ياحاج يالا بسم الله

أي اي بالراحة يابطة
ايه ياحاج انا اول مرة اعطهالك ولا ايه دانتا لودورت مش هتلاقي ايد اخف من ايدي

تسلميلي يا اميرة ياطيبة

طيب دعوتين حلوين منك كدة ياحجوج يسدوا

انتي تؤمري دعوتين بس دعوات الدنيا كلها مش خسارة فيكي

ماشي ياحاج مستنية دعواتك توصل لي

وخرجت بطة من الغرفة مبتسمة استوقفتها زميلتها وفاء وبخبث ظاهر في ملامحها وبابتسامة صفراء

بت يابطة

نعم يا وفاء

دكتور نادر عاوزك في مكتبه

بلهفة هتفت بطة

بجد ياوفاء

اه ياختي بجد ومالك ملهوفة قوي كده ليه

وبغمزة عين ملحوظة

بيضالك في القفص ياحلوة

بطة بقرف شديد

قفص ايه وكارتونة ايه هي ناقصاكي انتي كمان

لا والله اضحكي علي عقلي يابت اومال يعني كل يوم والتاني عاوزك في مكتبه بتاع ايه بتديه الحقنة

خبطتها بطة في صدرها

لأ وانتي الصدقة بعمله مساج حاسبي من وشي انا لافايقالك ولافايقة لتلميحاتك الي مالهاش لازمة ديه

ظهرت ابتسامة ساخرة علي وجه وفاء و مصمصت في شفايفها و...حكم


بطرقات هادئة طرقت بطة علي الباب الي أن سمعت صوت من الداخل يدعوها للدخول

ادخل

دخلت بطة وبصوت منخفض

صباح الخير يادكتور نادر

صباح الفل يابطة..ها اخبارك ايه وأخبار اختك حنان ايه

بخير يادكتور الحمد لله

طيب ياسيتي عاوزينك تجيب لنا حنان معاكي الاسبوع الجاي عشان هنعملها التحاليل المطلوبة وبعدين نحدد ميعاد العملية

بفرحة غير عادية صرخت بطة

بجد يادكتور بتتكلم جد

اه بجد وانا كلمت دكتور عماد مدير قسم التحاليل وهيسحب من اختك العينات وهو هيقوم بالازم

بفرحة غير عادية وباحساس كاد أن يبعدها عن الارض وبدموع أغرقت وجنتيها
بجد يادكتور انا مش عارفة مش عارفة اشكرك ازاي قد ايه انت قلبك كبير أنا حاسة ان ربنا بعتك ليا نجدة ولأختي منقذ وللغلابة معين ونصير...ربنا يخليك للغلابة الي زينا يادكتور يارب

خلاص يابطة يالا انتي بس روحي شوفي شغلك وفي انتظار اختك ان شاء الله

بفرحة أوشكت أن تقضي علي ضربات قلبها المتسارعة

ماشي يااحسن دكتور في الدنيا يارب اشوفك اعظم دكتور في العالم كله يارب

يسمع منك يابطة يالا بقي ماتعطليش نفسك وتعطليني معاكي

خرجت بطة من عند دكتور نادر والفرحة تطل من عينيها شعرت أن الدنيا من حولها تتسع وتتسع شعرت أن الكون كله يبتسم لها أجمل ابتسامة شعرت أن كل عصافير السماء تغرد لها وحدها أن كل النجوم تضيء لها ويتوسطهم القمر مطلا عليها بوجه أختها الملائكي الرائع شعرت أن أغصان الأشجار تتمايل راقصة علي أنغام قلبها السعيدة لم تكن حنان بالنسبة لها أختا فقط بل كانت بالنسبة لها كل شيء كانت كتلة الحنان التي لها تحن وتفيض بالمشاعر التي ضاعت منها بسبب قسوة الحياة عليها منذ صغرها والتي أجبرتها علي العمل وهي لم تتجاوز الخامسة عشر عاما من عمرها بعد انفصال والديها وجدت نفسها في طريق ليس منه رجوع وهو طريق خوض الصعاب فنسيت أحلامها وقررت أن تتحمل مسئولية أختها المريضة وأمها التي فرض عليها ضعف بصرها السماح لصغيرتها بالخروج للحياة ومتاعبها فلم تجد سوي حنان لتصب عليها جام مشاعرها الفياضة كانت لها أما وهي لها ابنة كانت ابتسامتها تضيء لها الحياة وضحكتها تعطيها دفعة أمل تكفيها للتغلب علي أشد الألام تذكرت صدمتها عندما نزل عليها خبرمرضها كالصاعقة التي هزتها وزلزلتها وكادت أن تقضي عليها لولا موقف حنان نفسها وصمودها

مالك يابطة زعلانة ليه دي ارادة ربنا وأنا راضية بيها

بألم الدنيا كله

مش قادرة أتحمل فكرة انك بتتألمي بتتوجعي ياحنان وأنا عاجزة مش قادرة أخفف عنك أطيب جرحك أداوي ألمك

بابتسامة مختلطة بالدموع


والبقية تأتي

3 comments:

  1. مبرووووووووك يا بطه ع البلوج الجديييييييد


    منتظرين مواضيعك

    انا كنت قرات الموضوع ده وقلت لك رايى


    اموااااااااااااااااااااااااه

    ReplyDelete
  2. آآآآآآآآآآآه ياقلبي

    ديما كده انتي يا بطة تاخدينا كدة في دنيا تانية وتعيشينا الأحداث حلوة قوي قوي قوي

    في انتظار الباقي

    وحشاني وحشاني وحشاني

    ReplyDelete
  3. كلام جميل اوى
    الدنيا فيها كتير
    بس معلش سؤال ليه كل كتاباتك حزينه؟؟
    كمان قصته و قصه الدكتور خياليه اوى تفتكرى فى دكتور عنه رحمه كده تفتكرى فى ممرضه فهمها طبيعه شغلها و تكون عندها صبر
    تفتكر لقب ملائكه الرحمه لسه ينفع نقوله على مهنه الطب؟؟
    يمكن القصه ديه لو كانت فى القرن ئلى فات كنت تبقى حلوه لكن الزمن ده مفيش الكلام ده
    كمان كنتى جامده اوى على ابو حنان لانه رجل فقير
    يبقى كلامك صح لو معاها و مستخسر لكن فى الزمن ده كويس اننا لقينى الاكل
    و العلاج
    بس جميله اوى شدتنى خلتنى اكملها

    ReplyDelete

انقد و لو هتجامل ماتعلقش