شهــــــيــد ملائــكة الرحــمة (4) و

وبخطوات سريعة اندفعت بطة الي غرفة دكتور نادر في الدور الرابع أخر الممر
وبانفعال شديد دفعت بابا الغرفة وكانت المفاجأة دكتور نادر في موقف مخل مع احدي ممرضاته فزع عندما نظر فوجد بطة تنظر اليه مذهولة وبارتباك شديد

بطة خير في حاجة

بارتباك و ذهول

اسفة يادكتور ماخبطتش علي الباب قبل ما ادخل

باستعجال هتف الدكتور

مالك يابطة خير حصل حاجة

ظهرت صورة أم حسن البائسة أمام عينيها فنست كل شيء وهتفت

معلش يادكتور واحد قريبي في الطواريء بقاله 3 ساعات ومش لاقيين دكتور نبطشي الطواريء فين ممكن بس حضرتك يادكتور تيجي تشوفه ده بينزف من بدري

دكتور نادر وهو يحاول اصلاح هندامه

اتفضلي انتي ياسماح علي نبطشيتك

ثم التفت الي بطة

اه يابطة بس انا ورايا عملية كمان ربع ساعة ومش هينفع اسيبها

يادكتور ده بسرعة ام الولد تحت حالتها صعبة قوي

طب روحي يابطة وانا جاي وراكي

بلهفة

بجد ياكتور

هجهز المطلوب ووراكي حالا

خرجت بطة وصورة الدكتور والممرضة مش قادرة تفارق خيالها لكنها هزت راسها بقوة لتبعد عنها الافكار السوداء وحاولت اقناعنفسها بأنها تخيلات مجرد تخيلات
واستيقظت من أفكارها علي صرخات مدوية تندفع من فم أم حسن فتصم الاذان واذا بها تفترش الارض وبين يديها وحيدها

حسن رد عليا ياحبيبي أنا امك ياحسن
حسن حسن مش بترد عليا ليه
ماتسبنيش ياحسن دي خطيبتك مني مستنياك فرحكم خلاص كمان شهرين وحجزنا الكراسي والنور
حسن مش كنت بتقولي هبعتلك ابني تربيه زي ماربتيني يا اما فين ابنك ياحسن فين


لم تتمالك بطة دموعها التي أغرقت وجهها وأدمت قلبها وحاولت تهدئتها لكنها فشلت

البقاء لله

اهدي يا ام حسن اهدي ده قدره

حسن مات يابطة

حسن ابني مات يابطة

حسن ضنايا الوحيد مات ياناااااس

راح مني ياخلق

اهدي... اهدي ازاي لالا انا مش هسكت هما فين هما فين الي موتوا ابني الي سابوا ابني غرقان في دمه لغاية ماروحه طلعت قدام عيني هما فين حد يقولي ده مايرضيش ربنا أبدا

من أخر الممر ظهر دكتور النبطشي وببرود

ايه الدوشة ديه في ايه عاملين قلق ليه

ام حسن مسكت في رقبة الدكتور

مش هسيبك مش هسيبك انت الي موت ابني هموتك زي ماموته

ايه ده ايه ده مالك ياست يا خرفانة انتي ابنك ايه الي انا موته انا اعرفك ولا اعرف ابنك حد ينده الامن بسرعة اتحركوا

صرخت بطة فيه بعنف

كفاية بقي حرام عليكم كفاية الست ابنها مات وهو بينزف قدامها ومحدش سأل ولا عبر ارحموها كفاية

ثم التفت لصديق حسن

انزل بسرعة وقف لنا عربية عشان ننقل حسن فيها

حاضر

في طريق العودة والقلب حزين والاسي هو الناطق والدموع هي العنوان دخلوا الحارة والعيون المترقبة تنظر اليهم وصرخات الاسي تعبر عن حزن غامر للفقيد الشاب وصرخات الام المسكينة باتت تمزق أعتي القلوب وأشدها قسوة صعدت بطة الي بيتها واستقبلتها حنان ولم تستطع بطة أن تخبرها بما رأت عيناها رسمت علي شفتاها ابتسامة باهتة الملامح وأخبرتها أن اصابة حسن كانت أقوي من أن تحتمل فلفظ أنفاسه.
لم يهنأ لبطة نوما ولم يغمض لها جفنا وأصبحت عيناها لاتري سوي مشاهد متعاقبة سريعة مؤلمة غالبا ماكانت تتوقف علي مشهد دكتور نادر المخجل نظرت الي اختها حنان النائمة كالملاك وسؤال واحد ظل يتردد بداخلها ياتري مالذي يخبئه لكي القدر؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وفي الصباح ارتدت ملابسها وجمود وجهها لايعبر عن ثورة قلبها وطبعت قبلة حانية علي خد أختها وحملت حقيبتها وتوجهت الي عملها
انقباض رهيب شعرت به بطة كلما اقتربت من المستشفي شعرت أن أقدامها تأبي عليها الحركة شعرت أن هناك صوت يصرخ صوت ضعيف صوت حسن نفضت عن رأسها الافكار واندفعت بقوة داخل المستشفي وبقسوة غير مألوفة علي نفسها ارتدت معطفها وحضرت الحقن وبخطوات سريعة توجهت الي غرف المرضي وقامت بعملها بروتينية غير معتادة أثناء انصرافها من المستشفي اذا بصوت يردد اسمها فالتفتت فاذا بدكتور نادر

ازيك يابطة

ووجهها في الارض وقلبها يخفق بشدة

الحمد لله بخير ازي حضرتك يادكتور

معلش انا اسف امبارح علي ماجهزت نفسي كان قريبك مات البقاء لله

الدوام لله وحده نصيبه يادكتور

حنان اختك عاملة ايه ؟

بخير

ماتنسيش ميعاد التحاليل

حاضر يادكتور ان شاء الله

مشاعر غريبة احست بها بطة تجاه دكتور نادر اخذت تتخيل لحظة العملية
واختها بين يديه كادت أن تجري عليه لتعتذر له وتخبره انها لن تجري لاختها عمليات الا انها تذكرت وجه اختها واشراقته عندما أخبرتها انها ستجري العملية تذكرت فرحتها أحلامها أمالها فتسمرت أقدامها ولم تملك سوي دعوات صرخ بها قلبها ياااااااااااااارب احميها احفظها

...................................

تعالي صوت رنين هاتف محمول دكتورنادر اثناء قيادته لسيارته

ألو مين معاايا

اهلا اهلا عبد الفتاح باشا اخبار صحتك ايه طيب خير خير لالا اطمن خالص الاسبوع الجاي هرد عليك بس اطمن خالص ولو النتيجة طلعت ايجابية حضرتك بقي تجهز لي مقدم الشيك الي اتفقنا عليه ماشي ياعبد الفتاح بيه سلام سلام

وانطلق بسيارته وابتسامة سعيدة ظهرت علي طرف شفايفه تعلن عن أحلام مستقبلية اقتربت من نطاق الحقيقة ولو علي أشلاء الضعفاء وأخذ يدندن بأغنية سعيدة ويضرب بيده علي دريكسيون العربية مودعا لحظات الفقر التي ظللت علي حياته طويلا ومتشوقا للغني والثراء مع الاوراق الخضراء
.......................................................

لم تستطع بطة أن تخفي قلقها رغم جهودها المتواصلة الا أن أمها رغم ضعف بصرها أحس بها قلبها

بطة مالك يابنتي في ايه

بمرح مصطنع

مفيش حاجة ياست الكل أنا بخير

لا بقي في حاجة ساكتة وسرحانة ولاكأنك معانا خالص بقالك كام يوم

ياماما قلتلك مفيش حاجة هي حنان فين

حنان من الصبح قاعدة في البراندة

هروح اشوفها

روحي يابنتي ربنا يخليكو لبعض ومايحرمكم من بعض أبدا

حنونة حبيبتي بتعملي ايه ياتري

والبقية تأتي