Friday, April 24, 2009

رجـــــــاء حنـــان(6)و



خبطات سعيدة من يد حنان الرقيقة علي باب غرفة بطة


بطة بطة بطة انتي قافلة باب الاوضة عليكي ليه؟ افتحي بسرعة بقي


مسحت بطة دموعها ودفنت أحزانها ومخاوفها في أعماقها وارتدت قناع الاطمئنان الزائف وفتحت باب الغرفة وبابتسامة بشوشة

نعم ياحنونة عاملة دوشة ليه ياقمر؟

هتقت حنان بسعادة بالغة

انا اشتريت شوية لب وفول معايا من اللي انتي بتحبيهم و في فيلم جميل في التلفزيون تعالي نتفرج سوي من زمان
قوي ماقعدناش القعدة ديه مع بعض وبصراحة أنا متشوقالها قوي يابطوطة

حاضر ياحنونة هاجي وراكي حالا

طب يلا بسرعة يابطة أحسن الفيلم هيبدأ

نظرت بطة لوجهها في المرأة وبقلم كحل أسود أزالت من عينيها أثار الأرق والقلق وذهبت لتقضي أمسية سعيدة مع أختها وعلي كنبة بسيطة جلست بطة وعلي فخذها استقرت رأس حنان الرقيقة وأمامهم طبق اللب والفول ولم يمضي الكثير الا وذهبت حنان في نوم عميق وابتسامة رقيقة حالمة تفترش وجهها الجميل تحمل معها أماني وأحلام المستقبل الزاهي التي تتطلع اليه وتتمناه مسحت بطة برقة علي شعرها الناعم وتنهدت تنهيدة عميقة تنم عن صراع كبير يتنامي بداخلها قلبت بطة في قنوات التلفاز واذا بأصابعها تتوقف عند مشهد مثير للفزع محرقة بشعة باحدي حضانات الاطفال الحديثي الولادة بأحدي المستشفيات الحكومية فأنصتت للمذيع الذي يعلن عن الحادثة باهتمام

اندلع اليوم حريق في مستشفي الجامعة الساعة الثامنة مساءا في حضانة الاطفال وأدي الحريق الي وفاة خمسة عشر طفلا حديثي الولادة وحروق متنوعة بالكثير من الاطفال لم نستطع حصرهم الي الان

وتعالت من خلفه مشاهد مأساوية لأمهات الاطفال المنكوبة وصمت صرخاتهم المدوية الأذان وأخذ المذيع كلمات منهن أدمت القلوب

لالا حرااااااااااام أنا بقالي خمستاشر سنة مخلفتش وديه البنت الي جاتلي بعد صبر السنين حرام حرام حرااام

وتحدثت احدي العاملات بالمستشفي كشاهد عيان

ايوة يابيه الي حصل ده نتيجة الاهمال اه زي مابقولك كدة المفروض دكتورة النباطشية تكون موجودة من الساعة 6 ولغاية وقت الحادث لسة مكانتش جت

وصرخت أم مكلومة أخري

ابني ابني عاوزة اعرف ابني جراله ايه منكم لله ياظلمة ابني حسبي الله ونعمة الوكيل

أغلقت بطة التلفزيون ومشاعر الغضب والأسي تفترسها افتراسا ودارت بداخلها تساؤلات لماذا دائما الابرياء يدفعون الثمن؟ لماذا لا يعاقب المذنب بمقدار ذنبه ولا تدري لماذا ظهر طيف دكتور نادر بخاطرها في هذه اللحظة ايقظت حنان وذهبتا للفراش وتقلبت طوال الليل علي جمرة من نار وما ان ظهرت أولي بشائر الصباح حتي هبت من فراشها وأيقظت أختها من منامها

حنان يالا قومي الساعة بقت 8 اجهزي يالا عشان النهاردة هنروح نعمل التحاليل يالا

استيقظت حنان من نومها ووجهها يبدو عليه اشراقة فاقت نور الصباح والتفتت الي بطة

بطة أنا حلمت حلم غريب

خير ياحنان حلمتي بايه؟

حلمت ان أنا راكبة مركبة زحمة قوي في بحر موجه عالي وعمالة تبعد تبعد وانتي وماما وبابا وتيتا واقفين تندهوا عليا من علي الشط وانا مش عارفة انزل من المركب خالص


أصاب بطة القلق من حلم حنان الا أنها أخفت قلقها عنها وتصنعت البسمة

ده بس عشان رايحين نعمل التحاليل ياحنونة يلا بس سيبك من الأحلام وروحي البسي بسرعة عشان نلحق المعمل

هوي يابطة ثواني واكون جاهزة

وركبا الاتوبيس وطوال الطريق لم يهدأ لبطة بال وكثيرا ما ضغطت علي يد أختها وكادت أكثر من مرة تجذبها للعودة ولكن نظرة واحدة في وجه حنان كانت كفيلة بتراجعها ووصلا المستشفي وصعدا للمعمل وأجريا التحاليل المطلوبة وبسعادة غامرة وفرحة لاتوصف ظهرت علي وجه حنان أزالت من عقل بطة كل مخاوف وشكوك أيدها معاملة دكتور معتز الطيبة لهم واهتمامه الزائد فانصرفتا وقلوبهم العليلة باتت تحلم بالشفاء وفي طريق العودة توقفت حنان عن السير فجأة

خير ياحنان وقفتي ليه؟


بطة عاوزة أطلب منك طلب بس عشان خاطري ماترفضيش


قولي ياحنان عاوزة ايه؟

عاوزة أشوف بابا

ظهر الغضب علي وجه بطة وهتفت في حنان

بابا ياحنان بابا ؟ اللي مابيسألش علينا خالص ولا كأن ليه بنات لوحدهم في الدنيا

بنبرة رجاء حزين تحدثت حنان

من غير ماتكملي يابطة عارفة كل اللي هتقوليه بس أنا عاوزة أشوفه يابطة حقيقي عاوزة أشوفه ماتحرمنيش من اني أحقق الرغبة ديه

أمام اصرار حنان لم تستطع بطة أن ترفض واتجهتا لمنزل والدهما وعلي باب البيت وقفت بطة

حنان أنا مش داخلة معاكي هستناكي برة وماتغبيش جوة خمس دقايق وارجعي بسرعة


ليه كده بس يابطة يعني انتي مانفسكيش تشوفيه زيي ؟ تعالي ادخلي معايا ومش هنتأخر عنده والله


ولم تستطع بطة أن تقاوم هي الاخري شوقها لرؤية أبيها رغم المرارة التي تشعر بها اتجاهه الا أن قلبها لم يستطع أن يستمر في مشاعر الغضب ودخلتا معا لرؤية أبيهم وجدوه متهالك علي كنبة وحوله فوضي عارمة ما ان وقعت عين حنان عليه حتي أسرعت وألقت نفسها بين أحضانه

وحشتني قوي قوي يابابا

ضمها والدها الي صدره بقوة ومالبث أن انتابته موجة بكاء عنيفة خلعت قلب بطة التي لم تهتز من مكانها من علي باب الغرفة التي يقطن فيها والدها


وبصوت ضعيف خجل حزين

ازيك ياحنان يابنتي أخبار صحتك ايه؟

مسحت حنان دموع والدها بحنان وبصوت مليء بالسعادة

أنا بخير يابابا الحمد لله خلاص هعمل العملية قريب جدا

بفرحة أمل ولهفة هتف والدها

بجد ياحنان ازاي ومين هيعملهالك؟

بطة يابابا بطة في المستشفي اللي بتشتغل فيها دكتور حنين قوي هيعملي العملية وتقريبا مش هياخد مننا أي تكاليف

هتف والدها بفرحة

الحمد لله الحمد لله حنان يابنتي سامحيني أنا عارف ان انا ظلمتكم معايا

قاطعته حنان بوضع يدها الرقيقة علي فمه

ماتقولش حاجة يابابا المسامح كريم

والتفتت حنان لبطة

ايه يابطة مش مش هتيجي تسلمي علي بابا وتحضنيه ولا ايه؟

وبعيون لامعة بالدموع نظر اليها والدها فاقتربت بهدوء ومدت يدها اليه فالتقت الأعين ولم تستطع بطة المقاومة أكثر من ذلك فألقت نفسها بين ذراعيه واختلطت دموعهم دموع شوق وندم دموع حنين وألم ورحلتا علي وعد بالعودة لأحضانه من جديد ووعدهم والدهم بحضوره للمستشفي يوم العملية
ولم يمضي الكثير الا وكان موعد العملية قد تحدد وزاد الأمل وطالت الاحلام وعلي باب غرفة العمليات توقفت بطة وأمها ودخلت حنان مستسلمة لأقدارها راسمة أحلاما وأمالا أمام عينيها بعد أن يزول الألم وبعد أن يعود القلب قلبا نابضا

فهــــــل يعـــود
؟
والبقية تأتي




1 comment:

  1. السلام عليكم
    اهئ اهئ اهئ
    وااااااااااااااء
    ينفع كدا تشوقيني كدا كتير
    ماشي ماشي بس بجد جميله اوي اوي ايو
    ماشاء الله
    انا هستني الباقي بس بسرعه بقي
    في رعاية الله
    السلام عليكم
    اسراء

    ReplyDelete

انقد و لو هتجامل ماتعلقش