Saturday, April 18, 2009

رقــص علي نغمات الألـم (2)


بابتسامة مختلطة بالدموع


مين قالك بقي ان أنا بتألم بالعكس خالص ده مفيش وجع خااااالص ولابحس بأي ألم وباذن الله هخف وهبقي أحسن من الأول كمان يابطوطة


كلمات أمل بثتها حنان في قلب بطة الا أنها لم تكن سوي كلمات لم تنعكس علي تصرفاتها فقد ازدادت حنان عزلة وباتت نادرا ماتغادر غرفتها التي اتخذتها مستقرا لها واعتصر الالم قلب بطة وهي تري انزواء أختها وذبولها يوما وراء يوم وهي مشلولة عاجزة وظهرت صورة والدها أمامها فجأة فقررت أن تذهب اليه لعلها تجد عنده الاغاثة لعلها تجد في قلبه رأفة ورحمة تدفعه للحركة من أجل حنان ولم تتردد علي باب منزله وقفت وعلي جرس الباب ضغطت وانتظرت طويلا كادت أن تنصرف لولا سماعها أصوات سعال من الداخل وأخيرا ظهر والدها متهالكا ضعيفا يمسك بيده صدره ولم تملك نفسها حينما رأته أمامها


بابا الحقني حنان يابابا حنان


ببرود الدنيا أدار ظهره لها وعاد لمكانه وأعاد حجر المعسل لفمه ونفخ في وجهها دخانه


مالها ياختي استي حنان اختك


عيانة يابابا عيانة قوي بتموت يابابا بتموت وأنا مش عارفة أتصرف ابوس ايديك ابوس رجليك اتصرف دي محتاجة عملية كبيرة قوي في القلب ومالناش غيرك نلجأله

خرجت منها الكلمات ممزوجة بدموع ضعف وعجز وانكبت علي يديه وقدميه تقبلهم لدرجة أن دموعه فاضت من عينيه وألقي غليونه بعيدا ومسح علي رأسها


يابنتي ما انتي عارفة البير وغطاه وعارفة حالي الي مش خافي علي حد


يا بابا دي بنتك حتة منك


انهمرت دموعه غزيرة تحمل مرارة العجز


وانا عاجز يابنتي مش بايدي حاجة مش بايدي حاجة...


وقفت بطة وصرخت صرخة هستيرية مزقت نياط قلبه


يعني ايه ...يعني ايه اسيب اختي تموت أسيبها تروح مني اختي الي فتحت عيوني لاقيتها قدامي لحمة حمرا اسيبها تروح مني وأعيش ازاي أنا من غيرها دي هي الي مصبراني علي الحياة وقرفها

لأ حرام حرااااااااااام يعني انت عايش لكيفك وبس كل فلوسك مضيعها علي الشرب الي مضيعك والي ضيعنا معاك وتسيب اختي تروح طب اتصرف فكر معايا نعمل ايه ماتسبنيش لوحدي طبطب علينا حتي حسسنا ان انت أبونا الي خلفتنا


ترددت علي لسان والدها كلمة واحدة قالها والمرارة تقطر من كل حرف من حروفها والخزي والضعف ظهر في عيونه التي تعلقت بالارض وأبت أن ترتفع


مش بايدي مش بايدي


بمرارة أشد


منك لله منك لله مش مسامحاك مش مسامحينك كلنا مش مسامحينك

كل هذا تذكرته بطة أثناء رحلة عودتها للبيت سعيدة تتمني أن تصل اليه طيرانا لتحمل البشري السعيدة لوالدتها الضريرة ولأختها الحزينة لعل القلوب تضيء وتشرق من جديد وفتحت لها والدتها الباب عندما تعالت طرقاتها عليه بسعادة ليست خافية علي السامع



ماما حبيبتي يا اعظم ام في الدنيا يا احلي ام


في ايه يابطة مالك جالك عريس؟


عريس ايه ياماما ده وقته


اومال مالك اخدتي مكافاة؟


يووووووووه ماما حنان فين


بحزن شديد


نايمة في السرير جوة تعبانة قوي اختك يابطة


خلاص ياماما خلاص حنان هتخف هتعمل العملية وهتخف


بجد يابطة انتي بتقولي ايه مش ممكن


زي مابقولك ياماما

حنان حنان

حناااااان


علي سرير صغير ظهرت حنان ..كتلة حنان ..شابة جميلة لاتزيد عن عشرون عاما جمالها غير عادي وجه ملائكي ندر وجوده في هذا الزمان عندما تحدثت كأنه الغناء بألحان شجية ندية وقفت علي حدود شفايف كالألئي لولا المرض لأنارت.


نعم يابطة مالك عاملة دوشة ليه


بجنون عظيم


خلاص ياحنونة هتخفي هتبقي بنوتة لاء اجمل بنوتة هتحبي وهتعيشي هتتنططي وهتفرحي


بضعف ملحوظ


مش فاهمة يابطة بالراحة عليا وفهميني


خلاص ياسيتي دكتور نادر بعتلي النهاردة


حنان بلهفة


ها وبعدين


بطة وهي تصفق بيديها سعيدة


وقالي اجيب حنونة العسولة معايا الاسبوع الجاي عشان نعمل التحاليل اللازمة


بانفعال شديد


بجد يابطة يعني هخف يعني هعيش يعني هحلم يعني هخرج وامشي في الشوارع لوحدي يعني هفرح زي كل الناس يعني هحزن زي كل الناس من غير خوف من أزمة ولارعب من غيبوبة أنا مش مصدقة نفسي مش مصدقة يابطة


بطة ودموعها مغرقة وجهها


لا صدقي ايوة ياحنان خلااااااااص كل حاجة هتبقي طبيعية هتعيشي وتحلمي وتحققي كل احلامك هشوفك عروسة ياحنونة هلبسك الطرحة بايدي


قفزت حنان من السرير وذهبت لدولابها وأخرجت منه طرحة بيضاء وبلغة الحالمين التفتت لبطة


بطة عاوزة اشوف نفسي بالطرحة عاوزة احلم اكون عروسة ممكن

عاوزة احلم يابطة عاوزة عاوزة أحس أني من حقي أحلم زي كل البنات


بدون كلام أخذت بطة الطرحة وبأجمل الدبابيس ثبتتها علي شعرها الناعم وأمام المرأة وقفوا

وبحنان عظيم وبنظرة كلها حب


ياناااااس في في الدنيا جمال ورقة بالشكل ده يابخته الي هتكوني من نصيبه

وبدأو الاتنين يرقصوا في الغرفة علي نغمات قلوبهم السعيدة التي طغي صوتها علي كل أصوات الألم


فجأة توقفت بطة


والبقية تأتي


No comments:

Post a Comment

انقد و لو هتجامل ماتعلقش